الجمعة، 6 فبراير 2015

سافرت ابنتي لطلب العلم فعادت إلينا مُحمّلة بالخطيئة والإثم


أنا سيدة متزوجة في الخمسين من العمر، أم لأربع بنات، أكبرهن في الخامسة والعشرين من العمر، تمنيت أن يرزقني اللّه بالذكر فلم يستجب لدعائي لحكمة يعلمها، مما جعلني أتفانى في تربية بناتي وتنشئتهم على النهج المستقيم، خوفا عليهن من المجتمع ولكي أنال الثواب فنجحت في مهمتي إلى حدّ كبير.


فأكبرهن قد سافرت لكي تتابع الدراسات العليا في الخارج وذلك منذ سنتين، لقد تحصلت على منحة نظير تفوّقها، ولولا ما حدث لغدوت أما مثالية بكل المقاييس .

كنا على اتصال دائم بالمهاجرة التي أخذت قلبي معها، لم يكن يهنأ بالي أبدا، وابنتي بعيدة عني في بلاد الغرب، لم تكن أخبارها تنقطع عني وكنا نتابعها خطوة بخطوة، لقد أخبرتنا أنها حصدت النجاح وتألقت في طلب العلم، ما جعلها تحظى بمكانة متميزة لدى الأساتذة، كانت تحكي لنا عن حياتها الأسطورية، وكيف أنها وهبت أوقاتها واهتمامها لتأدية رسالتها على أكمل وجه.

كنت أعد الأيام والليالي شغفا لعودة ابنتي بالشهادة العليا ولكن فجأة انقطعت عنا أخبارها لأزيد من أسبوعين، كاد قلبي يتوقف عن النبض من شدة الخوف عليها، فإذا بها تعود إلينا في وقت متأخر من الليل، كاد يغمى علي عندما رأيتها على تلك الحال.

لقد هزل جسمها وتغيّرت ملامحها وكأنها مصابة بمرض قاتل، رفضت الحديث معنا بحجة أنها تعاني التعب والإرهاق الشديد، فطلبت من شقيقاتها أن يفسحن لها المجال لكي تستريح، على أمل الاطّلاع على أخبارها أول بأول في اليوم الموالي.

غرقت ابنتي في السبات وكأنها لم تخلد إلى النوم من أمد بعيد، وعندما استيقظت امتنعت عن الكلام ورفضت أن تحدّثنا، لم تجب عن حيرتي وظلت صامتة، فما الذي جعلها تغيب عنا ثم تعود فجأة، ولماذا تراجعت صحتها وبدت على هذه الحال، لقد استعملت معها اللين تارة والشدة تارة أخرى، فانهارت من فرط الإلحاح.

اعترفت لي وكشفت المستور فقالت: أرجو منكم العفو والمعذرة لأني لم أتحصل على منحة دراسية، بل سافرت مع شاب كنت على علاقة به، هذا الشاب مزدوج الجنسية تعرفت عليه عن طريق الأنترنت، لقد وعدني بالزواج والمساعدة لكي أتابع دراستي العليا، لكنه أخلف الوعد.

عشت معه طوال الفترة الماضية، وعندما ملّ مني بلغ عن وجودي، فتم القبض عليّ بعدما أصبحت إقامتي غير شرعية، وبعد إتمام كل الإجراءات حكم علي بالعودة إلى هنا, والأكثر من هذا، أصبحت مُدمنة على مختلف أنواع المخدرات، وقد أخصعت نفسي برغبة منه للإجهاض أكثر من مرة.



كلامها كان كالصاعقة لأنه يشبه القصص، بالكاد صدّقت ما تفوّهت به، وما زاد الطين بلة، أنها حامل في شهرها الثاني، فضيحة ما بعد فضيحة، ابنتي التي سافرت لطلب العلم رجعت إلينا مُحملة بالخطيئة والإثم، فماذا أفعل وكيف أتصرف، علما أني أرملة وحيدة أدير شؤون بيتي وبناتي منذ عشر سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق