الخميس، 5 مارس 2015

حملت خنجرا لأقتصّ لنفسي بعدما نُزع خماري وسط الشارع


تأكدت أن الدنيا ليست بخير بعدما انقرضت الأخلاق واضمحلت الفضيلة شيئا فشيئا غابت النخوة وشُطب بالقلم الأحمر على الرجولة والشهامة.


أقول هذا الكلام لأني تعرّضت لموقف يستحق فاعله أن ينحر وتعلّق جثته على الملإ ليتف المارة عليها، بل يُشنق ويرمى به حيث القاذورات تنهشها الكلاب، أو الأحرى أن يلقى من قمة جبل في منطقة مهجورة ليؤنس الخنازير والذئاب لأنه أقرب إلى صنفهم من البشرية التي خصها الله بالعقل، وجعلها تفرق بين الصواب والخطأ.

أقول هذا الكلام وأنا على يقين بأن صاحب الشأن الذي أحمل له في قلبي كل معاني الكره يستحق أكثر من ذلك، لأنه فعل بي أمرا مشينا، ذات مساء أثناء عودتي إلى البيت بعد خروجي من العمل، كان يلاحقني بغرض المعاكسة تجاهلته، ولم ألق له بالا، لكنه تمادى في التفوه ببعض الكلام الساقط كان يصفني باللئيمة لأني لا أستحق ارتداء الحجاب، ثم أمطرني بوابل من العبارات البذيئة، قال إنه لن يتركني حتى أستجيب لرغبته.

لقد تمالكت أعصابي وكظمت غيظي طأطأت رأسي وتابعت السير، مما زاده طيشا وتهورا، فأسرع نحوي وشدني من الخمار وما كدت ألتفت إليه لكي أعاتبه حتى انزاح عني وسقط على الأرض، فإذا بالجميع ينظر إلي، منهم من كان يضحك ويتفوّه بكلام ساخر ومنهم من عبر عن رفضه من دون أن يحرك ساكنا.

والمثير في الأمر أني عندما أسرعت لألتقط الخمار، كان ذلك النذل أسرع مني فحمله وبدأ يلوح به ثم ركله بعيدا، فهرولت مسرعة لكي ألتقطه وللمرة الثانية لم أتمكن من ذلك بعدما وطأته الأقدام وبالكاد حملته، كان مشوها عن الآخر، رغم ذلك وضعته على رأسي بطريقة عشوائية لأنه رمز المرأة المسلمة، كاد يغمى علي من فرط الحياء.

لا أتذكر أبدا كيف استطعت العودة إلى البيت، مكثت هناك ولم أغادره مدة طويلة، وعندما فعلت شعرت بالعيون كلها ترصدني وتشير إلي بأصابع السخرية، دخلت في أزمة نفسية وعانيت الكثير بالكاد تخلصت منها، لذا عقدت العزم ولن أتراجع أبدا عما يجول في خاطري.

لذا فإني حملت خنجرا حادا في حقيبة ولن أتخلى عنها قبل أن يُلطخ بدماء من هتك حرمتي وتطاول علي، قررت أن أبقر بطنه أو أقتلع قلبه بيدي ليكون عبرة لمن يعتبر سأفعل ذلك ولو كلفني الأمر الخلود في سجن مؤبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق